الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.

منَّ الله على هذهِ البلادِ المباركة بأن شرفها بخدمة ضيوف الرحمن زوار مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فاصطفى لها ولاة أَمْرٍ دستورهم كِتابَ الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وجلّ اهتمامهم العناية بضيوف الرحمن وتوجيه كافة الجهات المعنية من القطاعات الحكومية والأهلية لتسخير كافة الإمكانيات لراحتهم والعناية بهم وتلبية احتياجاتهم. وتأتي المشاريع التنموية الكبيرة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لتستقبل أعداد الحجاج الكرام المتزايد عاما بعد عام لتعد إحدى أهم الاهتمامات.

ومنذ زمن بعيد كانت بعض الأسر بالمدينة المنورة تعمل في مواسم الحج في مجال خدمة ضيوف الرحمن، وتقديم كافة الخدمات لهم أثناء إقامتهم بالمدينة المنورة. وصدرت منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه الأوامر الملكية الخاصة بتثبيت أعمالهم، ومن بعدها صدرت أوامر ملكية وقرارات وزارية تتعلق بإنشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء، وانطلقت أعمالها بعد القرار طيلة السنوات الماضية في أعمالها وفق منهج مهني وعلمي بخطط وبرامج تشغيلية سنوية يعدها مجلس الإدارة وتعتمدها وزارة الحج والعمرة مستمدة من شرف المكان والمكانة مسؤولياتها ومهامها المناطة بها نظاماً من خدمة الحجاج الكرام زوار مسجد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم منذ البدء في استقبالهم وحتى مغادرتهم إلى مكة المكرمة قبل الحج وإلى أوطانهم بعد الحج.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذها الشركة لمواكبة رؤية المملكة 2030 خصوصاً وأن المملكة تخطط لزيادة عدد ضيوف الرحمن ليصل إلى أكثر من 7 ملايين حاج فإن من أبرز الخطط التنموية التي ارتآها راعي النهضة وقائد هذه البلاد المباركة - حفظه الله ورعاه - ضمن رؤية المملكة 2030 هي الحرص على توفير كافة سبل الراحة لضيوف الرحمن وبزيادة الطاقة الاستيعابية في الأعوام القادمة بإذن الله. حيث صدر المرسوم الملكي رقم م/111 وتاريخ 17/9/1440هـ القاضي بالموافقة على نظام مقدمي خدمة حجاج الخارج. الذي يهدف إلى تحقيق أعلى معايير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وقد ركزت الشركة منذ بداية أعمالها في عام 1443هـ - 2022م بوضع كافة اهتماماتها وسخّرت جميع طاقاتها لتطوير وجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وذلك بعد تحولها من مؤسسة إلى شركة مساهمة مقفلة، تسهم بحول الله وقوته في رفع كفاءتها لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف، من خلال تسخير وتوفير كافة المتطلبات والعمل بموجب نظام الشركات ونظام مقدمي خدمات حجاج الخارج.

ويشرفني في الختام أن أرفع أكفّ الضراعة للمولى عز وجل بأن يحفظ لبلادنا قائد مسيرتها ونهضتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء وأن يوفقنا في شركة الأدلاء وتحت مظلتي وزارة التجارة ووزارة الحج والعمرة لتقديم كل ما يسهم في الرقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف وفق تطلعات قيادتنا الرشيدة - رعاها الله - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.