تاريخٌ مشرِّف وارتباطٌ وثيقٌ بالحج والعمرة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

في الثاني والعشرين من فبراير عام 1727م، بزغ فجر جديد في الجزيرة العربية، حيث أرسى الإمام محمد بن سعود دعائم الدولة السعودية الأولى، فوحّد القبائل، ونشر الأمن، وحوّل التشتت إلى استقرار، والفوضى إلى نظام، فكانت انطلاقةً تاريخيةً لمملكةٍ عظيمةٍ امتدت عبر ثلاثة قرون من البناء والتوحيد والنهضة.

الحج والعمرة: إرثٌ متجذِّر في قلب الدولة المجيدة

لم تكن الدولة السعودية مجرد كيان سياسي، بل كانت ولا تزال حاملةً لرسالةٍ إسلاميةٍ سامية، ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بخدمة الحرمين الشريفين. فمنذ عهد الإمام محمد بن سعود، لم يكن توحيد الأرض هدفًا فحسب، بل كان توحيد القلوب على مبادئ الإسلام أولى الأولويات. وفي هذا السياق، اعتُني بمسارات الحج، ونُظِّمت الموارد، وأُقيمت الأسوار لحماية قوافل الحجاج، فتحولت الجزيرة العربية إلى مركزٍ آمنٍ للعبادة والتجارة.

من التأسيس إلى الرؤية: مسيرة عطاءٍ لا تنقطع

اليوم، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تواصل المملكة رسالتها الخالدة في خدمة الحرمين الشريفين، مستلهمةً من تاريخها المجيد. فمشاريع توسعة الحرمين، والتطوير المستمر للبنية التحتية، والتحولات المؤسسية التي ارتقت بخدمات الحج والعمرة، كلها شواهدٌ حيةٌ على التزام المملكة بدورها التاريخي كقلبٍ نابضٍ للعالم الإسلامي.

خاتمة

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تُروى، بل هو عهدٌ يتجدد، ووعدٌ بالوفاء لأرضٍ حملت راية التوحيد، وجسّدت معاني العزة والوحدة. فكل التحية والتقدير لكل من أسهم في بناء هذا الكيان العظيم، ونسأل الله أن يحفظ قيادتنا الرشيدة، وأن يديم على بلادنا أمنها ورخاءها، لتبقى السعودية شامخةً بأمجادها، ماضيةً بعزيمة أبنائها نحو مستقبلٍ مشرق.

وطنٌ يفخر بتاريخــه… ويبنــي مستقبله بعزيمــة رجـالـه.
كل عام والمملكة العربية السعودية في رفعةٍ وازدهار.

عصام بن عبد العزيز دمياطي
رئيس مجلس إدارة شركة الأدلاء